المعوقات السوسيومهنية التي تواجه المرأة العاملة في المجتمع الجزائري

جامعة الجزائر 2 أبو القام سعد الله

كلية العلوم الاجتماعية

قسم علم الاجتماع والديموغرافيا

 

بحث حول

 

المعوقات السوسيومهنية التي تواجه المرأة العاملة في المجتمع الجزائري

 

أعضاء فرقة البحث

مختاريمينةأستاذ محاضر           (أ)                رئيسا

  • الأستاذ(ة) الود حبيب            (م.ب)                 عضوا
  • الاستاذة (ة) بن عروس حياة     (م.ب)                 عضوا
  • بن علجية نادية                  طالبة دكتوراه            عضوا  
  • سلام سارة طالبة دكتوراه            عضوا
  • زيان بختة                       طالبة دكتوراه            عضوا

 

رئيس اللجنة العلمية أو رئيس المجلس العلمي

مدير المخبر

 

 

 

 

 

 

 

 

محتويات المشروع

مقدمة

  1. مبررات اختيار الموضوع
  2. أهمية البحث
  3. أهداف البحث
  4. الإشكالية
  5. الفرضيات
  6. تحديد المفاهيم
  7. الدراسات السابقة
  8. مجتمع البحث
  9. المراجع

 

 

 

 

 

مقدمة

تعتبر قضيّة عمل المرأة من القضايا التي تشغل العام والخاص، وتثير الجدل بينهم، فمنهم من يبيح عمل المرأة بشكل مطلق ويرى بضرورة لدخولها كلّ المجالات التي يعمل بها الرّجل بدون استثناء، وهناك من يرفض نهائيا عمل المرأة، ويرى أنّ عملها هو في بيتها وتربية أبنائها وأن هذه رسالتها الأساسية في المجتمع، ومنهم هو من يرى أنّ المرأة تستطيع أن تخرج إلى العمل ولكن بضوابط معيّنة وفي مجالاتٍ محدّدة، أمام هذه الآراء المتعددة حول عمل المرأة، تعددت أسباب العمل عند المرأة أيضا، فمنها من تخرج مضطرة للعمل، بسبب ظروفها الاجتماعية، ومنها من تخرج للعمل من أجل تحقيق طموحاتها واثبات ذاتها، ومنها من تعمل من أجل التسلية فقط والتخلص من روتين المنزل، وهذا النوع غالبا ما يتوقف عن العمل بمجرد الزواج، وهذه الأسباب المتعددة لدخول المرأة عالم الشغل لا تعني أنها مرتاحة بشكل كلي فيه، بل تواجهها الكثير من الضغوطات والمعوقات السوسيو مهنية التي تضطرها في الكثير من الأحيان التخلي عن عملها أو تغييره الى آخر، ولعل من أهمها عدم امكانيتها التوفيق بين أسرتها وعملها، كما لا ننسى التحرش الابتزاز الجنسي والذي تتعرض له المرأة حتى قبل ما تدخل عالم الشغل، فخلال رحلتها للبحث عن العمل كثيرا ما تتعرض لمثل هكذا مشاكل، ومن هنا جاءت هذه الدراسة للكشف عن طبيعة المعوقات السوسيومهنية التي تواجه العاملة الجزائرية في مختلف القطاعات.

  1. مبررات اختيار الموضوع

كل بحث اجتماعي لا ينطلق من الصدفة، بقدر ما تكون هناك أسباب تدفع الباحث لمعالجته والتطرقلأهم القضايا ترتبط بالموضوع من أجل تقصى الظاهرة ومعرفة مسبباتها وبالتالي تكون له فرصة بوضع مخطط قد يساعد مستقبلا على توسيع الظاهرة إن كانت تساهم في التنمية الاجتماعية، أو التخلي عنها اذا كانت علة اجتماعية وعمل المرأة واحد من هذه المواضيع الذي نحن بصدد دراسته ودراسة القضايا المرتبطة به لاسيما المعوقات السوسيومهنية التي تواجه المرأة عند كسرها التقاليد والأعراف الاجتماعية وخروجها للعمل، ومن همنا كانت مبرراتنا لهذا فإن مبرراتنا لدراسة موضوع المرأة العاملة وما يواجهها من معوقات سوسيومهنيةكما يلي:

  • توفر الكثير من الأدبيات والدراسات التي تناولت عمل المرأة من عدة جوانب، مما يسهل علينا عملية البحث والتخصص في الجزء الذي قلت فيه الدراسات والمتمثل في المعوقات السوسيومهنية التي تواجه المرأة في عملها في مختلف التخصصات والقطاعات
  • ارتفاع عدد النساء العاملات وسيطرتها على الكثير من القطاعات التي أخذت طابع أنثوي أو نسوي في الكثير من المناطق مثل قطاع التربية والتعليم والصحة
  • وجود المرأة في الكثير من المجالات التي كانت تعتبر في وقت قريب حكرا على الرجل مثل العاملات في ميدان أشغال البناء أو الصناعة، وحتى صيانة السيارات وسائقات العربات ذات الوزن الثقيل
  • تواجد المرأة خارج البيت للعمل خلق صراعات داخل أسرتها، فإن لم تكن هذه الصراعات بينها وبين زوجها كانت بينها وبين أسرته والتي بحسب التقاليد العمل للزوج ومكان المرأة البيت لتربية الأولاد، فيمارسون عليها ضغط فتتضاعف أدوارها بين الأسرة والعمل ويتزايد تعبها
  • بحكم ارتفاع النساء الجامعيات والمتحصلات على دراسات عليا ــــ بحسب الدوان الوطني للإحصاء ــــ فإن غالبا هذه الفئة تصل إلى مراكز قيادية مما يخلق بينها وبين الرجل صراع بسبب عدم تقبل هذا الأخير بأن تترسه امرأة

 

 

 

  1. أهمية البحث

تكمن أهمية هذا البحث تكمن فيما يلي:

  • قد تفيد هذه الدراسة في إثراء المكتبة العلمية كدراسة سابقة لدراسات لاحقة في نفس الموضوع
  • قد تفيد المرأة العاملة في التعرف على مشاكلها المختلفة التي نجمت عن خروجها للعمل وكيفية علاجها، لكون النتائج التي تترتب عن هذه المشاكل لا تنعكس على المرأة وحدها بل تصل إلى أفراد أسرتها ونظام بيئتها ككل
  • هذه الدراسة قد تفيد المسؤولين في التعرف على أنواع المشاكل والمعوقات التي تواجه المرأة العاملة ومساعدتها والتكفل بها، كأخذ بعين الاعتبار مثلا، إعادة توزيع ساعات العمل على النساء بشكل يترك لهن أكثر وقت للقيام بعملهن المنزلي والاعتناء بأسرهن، وسن قوانين أكثر صرامة لحماية المرأة من التحرش
  1. أهداف البحث:

تسعى هذه الدراسة الى تحقيق الأهداف التالية:

  • تحديد الظروف والمعوقات المهنية التي تواجه المرأة العاملة في عملها وفي مجتمعها وأسرتها
  • الوقوف على نوعية العلاقات القائمة بين أفراد أسرة المرأة العاملة الجزائرية، وكيفية التعامل معها
  • محاولة اقتراح حلول مناسبة لمشاكل المرأة العاملة، حتى تتمكن هذه من أداء دورها الأسري، والمساهمة بجدية وإيجابية لصالح مجتمعها من خلال أداء عملها الخارجي
  • الوقوف عند ظاهرة التحرش الجنسي الذي تعتبر من الطابوهات الممنوعة في مجتمعنا، مما يجعل المرأة تتكتم على هذا النوع من الجرائم، وأين وصلت ثقافة المرأة بهذا الشأن وكيف تتعامل مع هذه الجريمة
  1. الإشكالية:

شهد المجتمع الجزائري من الاستقلال الى الآن جملة من التغيرات مست جميع المجالات الاجتماعية الاقتصادية السياسية والثقافية، ونتيجة لهذه التغيرات تمكنت المرأة من دخول عالم الشغل من بابه الواسع،فعدد النساء العاملات في الجزائر، ارتفع من90.500 عام  1962 تاريخ استقلال إلى 1.934.000 سنة 2015، وهو ما يعادل 18 % من مجموع القوى العاملة بالجزائر

استنادا على معطيات الديوان الوطني للإحصاء فإنّ نسبة النساء العاملات في الجزائر بلغ 2 مليون امرأة عاملة، يستحوذ القطاع الخاص على الغالبية العظمى من هؤلاء النساء مقارنة بالقطاع العام، مشيرة أن 19 بالمائة من الطبقة العاملة في الجزائر تمثلها فئة النساء يقدر بـ 2.288000 امرأة، في حين تبلغ فيه النساء الجامعيات العاملات 70بالمائة، مؤكدا على وجود تطور ملحوظ في هذا الشأن مقارنة بسنوات ماضية، وبعد ما كان عمل المرأة محصورا في بعض المجالات كالصحة والتربية، أصبحت تنافس الرجل في كل المجالات، وبل في الكثير من أحيان تتفوق عليه وتجبر المجتمع على الاعتراف بإنجازاتها مما وسع عملها بشكل أكبر في شتى الميادين: الصحة والتربية والصناعة، وقامت حتى بأصعب المهن كسائق لسيارات الأجرة وحتى المركبات الثقيلة، أو ميكانيكي، أو مهندسة في البناء تشرف بشكل مباشر على فريق العمل وحتى الميدان العسكري والأمني، وتقدر نسبة النساء العاملات في الجزائر 19%عاملة،منهن و49.62 %التعليم والتربية والصحة 45%وفي المجال الطبي 7.39% في الصيدلة، والقضاء أكثر من 34%، ولهذا التوسع في التعليم واندماج قطاع اكبر من النساء في العمل وخاصة الوظائف الحكومية إلى تفسير نمط المشاركة الاقتصادية للمرأة في حياة الاسرة[1]، وطبعا ما سمح بارتفاع ارقام العاملات بالجزائر راجع للقوانين التي سنتها الدولة لصالح المرأة، مما شجعها على الدخول عالم الشغل كما وفي الكثير من الأحيان تضطر المرأة للعمل بسبب ظروفها الاجتماعية على الرغم من تدني مستواها العلمي، فقد أشار الديوان الوطني للإحصائيات، إلى وجود أزيد من مليون امرأة عانس في الجزائر فاق سنها 30، لا تستفيد من أي إعانة بينما يضطر 80 بالمائة منهن للبحث عن العمل في حالة وفاة الوالدين.

حياة المرأة العاملة بالجزائر ليست بتلك السهولة التي يظنها الكثيرين في المجتمع بل تواجهها الكثير من المعوقات السوسيومهنية التي تجعلها عرضة للاختيار بين عملها وحياتها الاجتماعية، فمنهن من تضطر للتخلي عن منصبها من أجل التفرغ لأسرتها أو بإجبارها من طرف الأسرة خاصة اذا كانت متزوجة، اين تقع في حيرة بين العمل والمساهمة في البيت، أو التفرغ لأفراد أسرتها والاعتناء بهم، وربما هذا ما يجعل نسبة المرأة المتزوجة لا يتجاوز 11 بالمائة من مجموع النساء العاملات، كما ولا ننسى المعوقات التي تواجه المرأة أثناء القيام بمهامها، حيث تعرف ظاهرة التحرش في أماكن العمل ازديادا كبيرا، وحتى القانون لم يعد يشكل مصدر خوف لدى المتحرشين،وبالرغم من أن المادة  341 مكرر من قانون العقوبات لسنة 2003 تنص على أن التحرش الجنسي من جانب أشخاص في مناصب ذات سلطة  جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة تقرب من عام أو عامين في حالة تكرار الجريمة، فهذه العقوبة لم تردع المتحرش عن قيامه بأفعاله الخاطئة وهذا ما تكشف عنه الإحصاءات التي كشفت عنها مختلف الهيئات والسلطات المعنية حيث سجلت مديرية الأمن الوطني  120 حالة تحرش جنسي عام 2011 فيما سجلت المؤسسات التربوية أكثر من خمسة آلاف حالة تحرش جنسي بالنسبة للأطوار الثلاثة  حيث تكون المعلمة والأستاذة هي الضحية[2]، وهذه الظاهرة أخذت أبعادا خطيرة بحسب ما تؤكده شكاوى وشهادات الضحايا ورغم ذلكنلاحظ نقصا كبيرا في البحوث التي تخص هذه الظاهرة.

ومن هنا جاءت هذه الدراسة للكشف عن المعوقات السوسيومهنية للمرأة العاملة الجزائرية، والتي عادة ما تؤثر في مستوى أدائها الذي ينعكس على الوضع العام للمؤسسة التي تنتمي إلها

ما هي المعوقاتالسوسيوالمهنية التي تواجه المرأة العاملة الجزائرية؟

ويندرج تحت هذا السؤال العام مجموعة من الأسئلة الجزئية كالتالي:

  • ما نوع المعوقات التي تواجه المرأة في عملها؟
  • لماذا تكون المرأة بشكل خاص عرضة لبعض المعوقات السوسيومهنية؟
  • ما هي القطاعات التي تواجه فيها المرأة هذا النوع من المعوقات بشكل أكبر؟
  • كيف توفق المرأة بين مشاكل مهنتها ومشاكل عائلتها؟
  • هل تنقل المرأة ما يحدث معها من مشاكل على مستوى عملها الى أسرتها؟
  1. الفرضيات

فرضيات البحث: الفرضية هي الجواب المقترح لتساؤل البحث ويمكن تعريفها حسب ثلاثة خصائص: تعبيرية، تنبؤيه أو وسيلة بحث إمبريقي"[3]، بغرض الكشف على العلاقات الموجودة بين أجزاء الظاهرة الاجتماعية من خلال توجيه السؤال نحو هدف الدراسة، والفروض نوعان فروض نفي وفروض إثبات تتفرع عنها جملة من المؤشرات و لقد تبنينا الفرضيات التالية في هذه الدراسة

  1. تواجه المرأة العاملة مجموعة من المعوقات التي تعود للتنشئة الاجتماعيةفي المجتمع الجزائري
  2. المعوقات السوسيومهنية التي تواجه المرأة العاملة ترجع إلى تواجدها في مهام تعود المجتمع أن تكون للرجل
  3. عدم توفيق المرأة بين الأدوار الأسرية والأدوار المهنية يرجع لغياب المساندة الاجتماعية.
  4. يعود خروج المرأة للعمل إلى الظروف الاجتماعية التي تضطرها لذلك مما يصعب عليها عملية الاندماج في مع عملها
  5. تحديد المفاهيم:
  • المرأة العاملة:

يقصد بعمل المرأة من حيث المصطلح التقليدي هو خروج المرأة للانخراط في الوظائف، والمهن التي تلائم قدرتَها النفسيّة، والجسديّة، في ميادين شتى من مجالات العمل المتوفّرة، كالعمل في مهنة التدريس، أو التمريض، أو التجميل، أو في المجالات الإدراية، والسكرتاريا وغيرها من المجالات التي تتاحُ لها في مجتمعها، أو البيئة التي تعيشُ فيها، بقصدِ عمل إنجاز ماديّ، أو مِهْنيّ يساعدُها على تحقيق العيش الكريم

قامت المرأة بكسر العديد من حواجز العادات، والموروث الثقافي، والخروج للعملِ خارج أُطرِ بيتها، أو العمل الذي يقرّره لها المجتمع، وهذا ما جعل البعض صنّفَ هذا العمل بالتمرد، والاسترجال، والخروج عن سيطرة، بينما وصفه آخرون بأنّه نوعٌ من التهرّبِ من مسؤولياتها الموكلة لها داخل المنزل، وبالتالي ضياع أسرتها، وأطفالها، ونقصد بالمرأة العاملة في هذه الدراسة تلك المرأة التي استطاعت تحدي كافّة الصعوبات التي واجهتْها والتغلّبَ عليها، وأثبتت أنها قادرة على القيام بمهامّ وظيفيّة عديدة، وبالظروفِ نفسها التي يخضعُ لها الرجل، دون أن تهملَ أيّاً من مَهامها داخل المنزل، حتّى وصلتْ لمراتب عليا في الدولة، فشغلت منصب رئيس دولة كما هو الحال في المملكة المتحدة، ومنصب رئيسة وزراء، ووزيرة، ونائبة، واستطاعت أن تعمل كسائق عمومي، وفي العمل الميداني، وكموظفة في القطاعين العام، والخاص، وفي المصانع، والمستشفيات، وغيرها من المجالات التي احترفتها المرأة، وطورتها، وانتقلت بها لمنحنياتٍ مهنية جديدة.

  • المعوقات السوسيوالمهنية:

هي مجموعة المشاكل والصعوبات التي تواجه المرأة منّ خروجها للعمل، مثل نظرة المجتمع التقليدي للمرأة العاملة على أنها منحرفة، لأنها قامت بكسر قواعد الأعراف، أو أسرتها التي لا توفر لها المساندة والدعم الذي يزيد من ارهاقها، فالمرأة العاملة عموما تقوم بدورها المهني، ولا يسمح لها بالتكاسل في أدوارها الأسرية، وحتى نظرة رفقاء العمل الى انها فريسة سهلة لأنها تركت بيتها مما يعرضها للكثير من المضايقات والابتزازات، وحتى التحرش الجنسي

  • التنشئة الاجتماعية:

إن عملية التنشئة الاجتماعية من أهم العمليات تأثيرا على الأبناء في مختلف مراحلهم العمرية فالتنشئة الاجتماعية هي عملية تكييف الفرد مع بيئته الاجتماعية،وتشكيله على صورة مجتمعه وصياغته في الشكل الذي يرتضيه فهي" عملية تربية، وتعليم الطفل قصد امتثاله لمطالب المجتمع، واندماج في ثقافته،والخضوع لالتزاماته، ومجاراة الآخرين بشك لعام"[4]

وبالتالي تكون التنشئة الاجتماعية في هذه الدراسة  متمثلة في مجموعة المكتسبات التي يتلقاها الفرد من خلال مجتمعه ومختلف الوسائط أوالمصادر من مولده إلى أن يصل مرحلة الرشد له حقوق وواجبات نحو مجتمعه، والتي تؤثر في الأخير على سلوكاته، ناحية قضايا مجتمعه عموما، وعمل المرأة خاصة

  • الأدوار الأسرية

تحديد الأدوار هو وضعوبشكل واضح وعملي ما يجب أن تكون عليه الحال داخل الأسرة، لأن غاية التحديد هو احترام كل طرف لمسؤوليات الآخر واحترام هذا التحديد الذي حصل نتيجة تفاهم، والتأكيد على الثقة المتبادلة بقدرة كل طرف على تحمل المسؤوليات المطلوبة منه، وقدرته على مواجهة أخطائه في حال حصولها، لأنه مدرك تمامًا لأهمية دوره في الخلية الأسريّة، الأمر الذي يزيد ارتباط أفراد الأسرة، ونجاحها واستمرارها، وهذا يعني عدم تجاوز الدور الطبيعي لكل طرف والتفاهم على تقاسم المسؤوليّات اليوميّة الاعتياديّة، من خلال وضع جدول عمليّ للمسؤوليّات، يوضّح فيه الطرفان أسس وكيفية المشاركة في المساعدة والمساندة في أصغر الأمور وأكبرها. وعندما يعتاد الزوجان على هذا النمط من الحياة، يصبح من السهل عليهما مواجهة أي طارئ أو مستجد، لأن حياتهما قائمة فعليًّا على المشاركة والدعم المتبادل.

ونقصد هنا بالأدوار الأسريةوعي الزوجين وكل أفراد، الذي يعني الإلمام بأسس إنجاح الأسرة، وواجبات كل طرف وحقوقه، والانتباه إلى أن الأدوار مطاطيّة ومفتوحة على طوارئ ومستجدات، وبالتالي، فالتحديد الأدوار لا يلغي المناقشة والمشاركة بل يمنع حدوث الصراع بالتعاون والمحبة والتواصل والتفاهم.

  • الأدوار المهنية

هي الانشطة التي تمارسها المرأة مع الزملاء داخل مكان العمل، والتي تساعد علي الارتقاء بالمهنة وحل مشاكلها بصفتهاعضوا فاعلا في هذه الوظيفة

  • المساندةالاجتماعية

تعتبر المساندة الاجتماعية مصدرا هاما من مصادر الدعم النفسي الاجتماعي الفعال الذي يحتاجه الإنسان، حيث يؤثر حجم المساندة ومستوى الرضا عنها في كيفية إدراك الفرد لأحداث الحياة وأساليب التعامل معها وانعكاساتهما على صحته، المساندة الاجتماعية التي يتلقاها الفرد من الآخرين سواء في الأسرة أو خارجها، تعد عاملا هاما في صحته النفسية، ومن ثم يمكن التنبؤ بأنه في ظل غياب المساندة  أو انخفاضها يمكن أن ينشط الآثار السلبية للأحداث والمواقف السيئة التي يتعرض لها الفرد، بما يؤدي إلى اختلال الصحة النفسية لديه. فالمساندة الاجتماعية يمكن أن تخفض أو تستبعد عواقب أحداث الحياة على الصحة.[5]

ومن منظور سوسيولوجي، ينظر إلى المساندة الاجتماعية في ضوء عدد وقوة علاقات الفرد بالآخرين في بيئته الاجتماعية، بمعنى درجة التوافق الاجتماعي للفرد وحجم وتركيب الشبكة الاجتماعية مما قد ترفع من مستوى الصحة لديه، فالمساندة الاجتماعية وإتاحة علاقات اجتماعية مرضية تتميز بالحب، والود، والثقة تعمل كحواجز ضد التأثير السلبي لأحداث الحياة على الصحة الجسمية والنفسية.

تختلفوظائف المساندة الاجتماعية حسب نوعيتها و مكانتها عند المتلقي أي كيفية إدراكها، لهذا يقسمها إلى قسمين رئيسين هما: وظائف مساندة الحفاظ على الصحة الجسمية والنفسية والعقلية ووظائف تخفيف أو الوقاية من الآثار النفسية السلبية لأحداث الحياة الضاغطة.[6]

تعمل المساندة الاجتماعية على الحفاظ على الوحدة الكلية للصحة الجسمية و النفسية والعقلية للوصول إلى تعزيز ودعم إحساس المتلقي بالراحة النفسية والاطمئنان في حياته والشعور بالسعادة، وذلك من خلال إشباع حاجات الانتماء، فالمساندة تنمي أنماط التفاعل الاجتماعي الايجابي من الأصدقاء و تزيل أي نوعية من الخلافات يمكن أن تقع عليهم, وتنمي مشاعر المشاركة الفعالة و بالتالي يمكن أن تشبع حاجات الانتماء مع البيئة المحيطة بالفرد، كما تعمل على المحافظة على الهوية الذاتية وتقويتها من خلال الحفاظ على ذاتية الفرد و إحساسه بهويته الذاتية في إطار دعم العلاقات الشخصية بالمحيطين به و من خلال تنمية مصادر التغذية الرجعية المرتبطة بمظاهر الذات للوصول إلى اتفاق في الآراء ووجهات النظر.

كما تعمل المساندة الاجتماعية أيضا على تقوية مفهوم احترام الذات من خلال تعزيز مفهوم احترام الذات لدى الفرد داخل الجماعة التي ينتمي إليها, و تنمي إحساسه بالكفاءة الشخصية، ومن هذا جاءت لمساندة الاجتماعية في هذه الدراسة حول الدعم التي تتلقاه المرأة العاملة من أسرتها ومجتمعها حتى تقوم بأدوارها كاملة المهنية والأسرية وتكون راضية ومقتنعة بها، وفي نفس الوقت رضا مجتمعها عامة وأسرتها خاصة

  • الظروف الاجتماعية:

نقصد بالظروف الاجتماعية في هذه الدراسة مجموعة الظروف من مساندات وصعوبات ومشاكل التي ترافق المرأة منذ خروجها للعمل، سواء كانت هذه الظروف مصدرها العائلة والأقارب، أو المجتمع ونظرته لها كامرأة كسرت التقاليد لتنافس الرجل في ميدانه، أو مجموعة المعيقات والتشجيعات في مقر عملها

  1. الدراسات السابقة

دراسة حولة عمل الزوجة وانعكاساته على العلاقات لأسرية من اعداد بن زيان مليكة من خلال رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير جامعة قسنطينة كلية العلوم الاجتماعية، تخصص علوم التربية، فرع علم النفس الاجتماعي والاتصال، وكانت نتائج هذه الدراسة عموما

كشفت أمور هامة تخص عمل الزوجة و مدى تأثير العلاقات الأسرية بهذا العمل وذلك من عدة أوجه : من جهة عمل الزوجة أحدث انهيار و لو نسبي في تقسيم العمل داخل المنزل ، حيث أن الخط التقليدي الذي كان يميز أعمال الرجال و أعمال النساء في المنزل أصبح اقل وضوحا عن ذي قبل ، حيث أن عمل الزوجة في المنزل أصبح يشارك فيه الزوج، و إذا تمسك الرجل بالمعايير القديمة لتقسيم العمل فإن ذلك يؤدي إلى شجار و متاعب مستمرة بينهما لأن الزوجة و نظرا لكون التغيير الذي حدث في المجتمع أجبرها على أن تخرج بعيدا عن فضاء المنزل لتعمل و تتقاضى أجرا مساهمة منها في تحمل أعباء السرة جنبا لجنب مع زوجها ، هذا التغيير الذي دفع بها لن نفعل ذلك بالإضافة إلى القيام بكل الأدوار التقليدية (السرية) التي كانت تقوم بها فإن على الرجل (الزوج) هو الآخر أن يتحمل معها و لو جزءا من هذه المسؤولية داخل المنزل ليخفف عنها و لو بالجزء اليسير كل هذه المتاعب، ومع ذلك فمن خلال بحثنا هذا تبين لنا أن مسؤولية الزوجة العاملة داخل أسرتها وخاصة فيما يخص الشغال المنزلية لم تتناقص كثيرا رغم المساعدة التي تتلقاها من طرف زوجها حيث أن مساعدة زوجها لها كانت مقرونة بوقت الفراغ الذي يتوفر لديه بالإضافة لكون أغلبية أزواج هؤلاء العاملات يفضلون أعمال منزلية و يقومون بها دون القيام بأخرى ، وهذا راجع للخلفية التقليدية حيث بعض الأعمال لا يمكن أن يقوم بها الزوج رغم التغير الذي حدث في الأسرة بفعل التطور الاجتماعي وبالتالي قد تبين لنا أن الزوجة العاملة ما زالت تحمل مسؤولية إدارة المنزل إلى جانب تحمل مسؤولية الوظيفة ، كما أنها تقوم بالإشراف على رعاية الأطفال و مراقبة سلوكهم رغم مساعدة الزوج لها في ذلك ، فلقد اتضح من خلال النتائج أن الزوج يلعب دورا في تربية أطفاله و بالتالي هناك خروج عن مفهوم دور الزوج التقليدي ، الذي يترك أمر تربية أطفاله لأمهم فقط ، فنتيجة لتعدد أدوار الزوجة العاملة أصبح الزوج هو الآخر له الدور في تربية أطفاله والاعتناء بهم ، و هذا يعني ازدياد التعاون بين الزوجين في تربية أبنائها

ومن بين نتائج أيضا تمسك الزوجة العاملة بعملها، و لأجل التوفيق بين عملها الخارجي و الأعباء السرية تلجأ الزوجات العاملات إلى وسائل متعددة ، وقد تبين أن غالبية الزوجات العاملات يلجأن إلى تنظيم الوقت بدقة واستخدام الأدوات المنزلية الحديثة، حيث أن معظم الزوجات العاملات ينظرن إلى هذه الأدوات باعتبارها عاملا رئيسيا يمكنهن من التوفيق بين العمل و رعاية الأسرة، إلا أن هذه الوسائل ما زالت غير متوفرة في أغلبية بيوت هؤلاء الزوجات العاملات هذا بسبب ارتفاع أسعارها وانخفاض المستوى الاقتصادي لأسرة العاملة

بينت الدراسة دور الزوجة العاملة اصبح أكثر إيجابية من الناحية الاقتصادية حيث نقصت حالات انفراد الرجل بسلطة اتخاذ القرار النهائي و تميل إلى أن تكون متساوية بين الزوجة العاملة و زوجها ، و هكذا أن القول أن عمل المرأة أدى إلى مراجعة لدورها التقليدي في ما يخص استشارتها في أمور أسرتها و توسع هذا الدور إلى مرحلة أخذ القرار في هذه الأمور مساواة مع زوجها ، فنظرا لكونها تعمل و تتقاضى أجرا وتساهم في التخفيف من أعباء الزوج الأسرية بالإضافة إلى نظرة المرأة العاملة للحياة واتساع مدركاتها بحكم الخبرة والواقع، هذا كله يساعدها على المشاركة في سلطة اتخاذ القرار وحتى التوفيق إلى حد بعيد في اتخاذ القرار الملائم.

يعتبر عمل الزوجة خارج فضاء بيتها في أغلب الحالات سبب الاحتياج المادي لأسرتها، فالزوجات العاملات حافزهن الأساسي للخروج للعمل هو الحصول على أجر حتى يتمكن من المساهمة الإيجابية في النفقات المعيشية الأسرية ، و لقد كان هذا الدافع واضحا إلى حد بعيد بالمقارنة مع الدوافع الأخرى و التي من بينها تحقيق طموح شخصي ، هذا الدافع الأخير يعد من دوافع الزوجة التي حصلت على التعليم العالي لأن التعليم في حد ذاته لا يحقق الحصول على عمل فقط بل إنه وسيلة لتحقيق هدف أو طموح شخصي للزوجة التي تعمل خارجا ، مع العلم أن تأييد الدافع المادي لدى الزوجة العاملة لم يأتي من الفراغ بل نتيجة للظروف المعيشية المنخفضة لأسرتها وسعيا منها للرفع منها، وإن هذا الهدف يعد شرعيا وحاجة إنسانية أساسية لدى كل فرد وبالفعل أن هذا العمل الذي سعت إليه الزوجة العاملة قد حقق لها هدفها و أهم ميزة له هو ارتفاع متوسط دخل السرة و بالتالي ارتفاع مستواها المعيشي.

 

 8مجتمع البحث:

سيكون مجتمع البحث، في جانيه الميداني، إما المؤسسات الإستشفائية أو مؤسسات إنتاجية وذلك حسب الحاجة والإتفاق بين أعضاء الفرقة ولا ننسى بطبيعة الحال العامل الحاسم في إختيار المؤسسة الا وهو عامل التسهيلات التي يقدمها لنا المسؤولون في الميدان. ثم تأتي المرحلة الثانية ألا وهي إنتقاء العينة من هذا المجتمع المختار.

المراجع:

  1. أحمد زايد،الشراكة داخل الاسرة،المجلة العربية لعلم الاجتماع، العدد2، مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، جامعة القاهرة كلية الآداب، 2008
  2. بن زيان مليكة، عمل الزوجة وانعكاساته على العلاقات الأسرية،  دراسة ميدانية بجامعة منتوري – قسنطينة مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علم النفس تخصص، علوم التربية  فرع: علم النفس الاجتماعي والاتصال السنة الجامعية- 2004/ 2003
  3. بوتفنوشت مصطفى: " العائلة الجزائرية التطور والخصائص الحديثة" ، ت: دمري أحمد، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر، 1984
  4. جمعة سيد يوسف، إدارة ضغوط العمل نموذج للتدريب والممارسة، القاهرة، دار إيتراك للطباعة والنشر والتوزيع، 2004
  5. الخشاب، النظرية الاجتماعية ودراسة الأسرة، القاهرة، دار المعارف، 1993
  6. روبرت شمتس، المرأة والعمل في أمريكا، ت: عمر حسين، القاهرة مكتبة النهضة العربية، 1959 .
  7. سامية ساعات ، علم إجتماع المرأة ، مكتبة الأسرة، مصر ، 2003.
  8. سلطان محمد، "السلوك التنظيمي"، الإسكندرية:دار الجامعة الجديدة، 2004
  9. سناء الخولي، الأسرة و الحياة العائلية ، دار المعرفة الجامعية ، مصر، 2008.
  10. سهير كامل أحمد، علم النفس الإجتماعي بين النظرية و التطبيق ، مركز الإسكندرية ، 2001
  11. العارفي سامية ،الام العاملة بين الادوار الاسرية والادوار المنهية ،مذكرة لنيل شهادة ماجستير في علم الاجتماع، علي محند أولحاج،2011-2012.
  12. عايدة سيف الدولة، النفس تشكو و الجسد يعاني ، دليل المرأة العربية في الصحة النفسية-نور جمعية المرأة العربية، ط1، لبنان، 2003
  13. عبد العزيز السيد الشخصي، علم النفس الإجتماعي، مكتب القاهرة للكتاب ، ط1، مصر،2001 .
  14. عبد القادر عرابي، المرأة العربية بين التقليد و التجديد ، مجلة المرأة العربية بين ثقل الواقع و تطلعات التحرر، مركز دراسات الوحدة العربية ، عدد15 ،ط2 ،لبنان .
  15. عبد الله محمد عبد الرحمن، النظرية السوسيولوجية المعاصرة، دار المعرفة الجامعية، ج2
  16. عبد المجيد منصور و زكريا الشربيني، الأسرة على مشارف القرن 21، دار الفكر العربي، ط1 ،مصر 2000.
  17. عبدالرحمن أحمد هيجان، ضغوط العمل: منهج شامل لدراسة مصادرها ونتائجها وكيفية إدارتها، الرياض: معهد الإدارة العامة،1998
  18. عثمان يخلف، علم نفس الصحة، الأسس النفسية والسلوكية للصحة، ط1، دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع، الدوحة- قطر، 2001
  19. عدلي علي أبو طاحون ، حقوق المرأة دراسات دينية و سوسيولوجية، المكتبة الجامعية، مصر ،2000.
  20. العديلي ناصر، "السلوك الإنساني والتنظيمي، منظور كلي مقارن"، الرياض، معهد الإدارة العامة، 1995
  21. العديلي، ناصر، "إدارة السلوك التنظيمي"، الرياض، معهد الإدارة العامة، 1993
  22. فوزیةدیاب،نموالطفلوتنشئته،مكتبةالنهضةالمصرية،القاهرة،ط 3
  23. القبلان نجاح، "مصادر الضغوط المهنية في المكتبات الأكاديميةفي المملكة العربية السعودية"، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، 2004
  24. كاميليا إبراهيم عبد الفتاح،سيكولوجيةالمرأةالعاملة، دار النهضة العربية، بيروت، 1984
  25. كاميليا عبد الفتاح، سيكولوجية المرأة العاملة، نهضة مصر للطباعة والنشر ، مصر 1990.
  26. كلثوم بلميهوب، الإستقرار الزواجي دراسة في سيكولوجية الزواج، المكتبة العصرية، مصر،2010.
  27. لري أن مازون، ما وراء الأرقام  قراءات في السكان والاستهلاك والبيئة،ت: رمضان هدارة نادية جبري، الجمعية المصرية للنشر والمعرفة العالمية، القاهرة، 1994ـ
  28. مليكة بن زيان، انعكاسات خروج المرأة للعمل على الأسرة و على صحتها النفسية والجسمية، مجلة البحوث و الدراسات الإنسانية ،منشورات جامعة 20أوت 2008، ع3، سكيكدة 1955
  29. موزة غباش، المرأة و التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة ، مجلة المرأة العربية بين ثقل الواقع و تطلعات التحرر، مركز دراسات الوحدة العربية ، عدد15 ، ط2، لبنان
  30. هدى زريق، دور المرأة في التنمية الاجتماعية الاقتصادية في البلدان العربية، مجلة المرأة العربية بين ثقل الواقع و تطلعات التحرر، مركز دراسات الوحدة العربية، ع 15، ط2، لبنان
  31. وجيه فانوس، المرأة في الإسلام، مجلة الإنماء العربي للعلوم الإنس (انية المرأة العربية بين الذات و الموضوع)، معهد الإنماء العربي، عدد64،1991
  32. Brownwell A&ShumakerS,Social Support:an introduction to a coplexphenomonon, Journal of social issues, vol 40, N4,1984 , pp 1-9.

 

[1]احمد زايد، الشراكة داخل الاسرة، المجلة العربية لعلم الاجتماع ،العدد 2، مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، جامعة القاهرة كلية الآداب،2008 ، ص12

 

[2]https://elmaouid.com/dossiers/3223-المرأة-الجزائرية-العاملة-في-مواجهة-التحرش-المعنوي-والجنسي

[3]- عبد الله محمد عبد الرحمن، النظرية السوسيولوجية المعاصرة، دار المعرفة الجامعية ، ج2، ص20.

[4]فوزیةدیاب،نموالطفلوتنشئته،مكتبةالنهضةالمصرية،القاهرة،ط 3،ص11.

[5]عثمان يخلف، علم نفس الصحة، الأسس النفسية والسلوكية للصحة، ط1، دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع، الدوحة- قطر، 2001

[6]Brownwell A&ShumakerS,Social Support:an introduction to acoplexphenomonon, Journal of social issues, vol 40, N4,1984 , pp 1-9.