تمثلات المريض نحو نظام علاج في القطاع العام و الخاص في الجزائر

جامعة الجزائر2 أبو القاسم سعد الله

كلية العلوم الاجتماعية

قسم علم الاجتماع

 

 

 

 

 

تمثلات المريض نحو نظام علاج في القطاع العام و الخاص في الجزائر

 

I05L02UN160220150001

 

 

 

أعضاء فرقة البحث

 

- الدكتور               دريس سفيان      أستاذ محاضر (أ)              رئيسا

الاستاذة                 مرسلاب خيرة    أستاذ محاضر (أ)               عضوا

- الأستاذة              عماري امال        أستاذة مساعدة (ب)           عضوا

                          ماقري مليكة       طالبة دكتوراه                   عضوا

                         اللحياني كمال       طالب دكتوراه                   عضوا 

                         لعجال باية         طالبة دكتوراه                   عضوا

                                                    

 

 

رئيس اللجنة العلمية أو رئيس المجلس العلمي

مدير المخبر

 

 

 

 

 

 

 

 

تمهيد :  

   توصلت العديد من الدراسات والأبحاث الأكاديمية أنه توجد علاقة وثيقة بين الصحة و المرض والنسق الثقافي و الاجتماعي لأي مجتمع كان، وهذا الاهتمام العلمي يقع عاتقه على الأنثروبولوجيين وعلماء الاجتماع من خلال دراسة هذه العلاقة، وكذا تحديد الإمكانيات المختلفة و المتوفرة، ودراسة الأحوال الصحية والمستوى التعليمي السائد، وكل هذا يندرج تحت مسمى المعادلة الثقافية للطب والصحة والمرض ضمن الحياة الاجتماعية ([1]) .كما يمكن أن تكون عملية فهم الشخص الواحد لنوع مرضه وأسبابه ،عملية في غاية السهولة أو الصعوبة أو في غاية المرونة أو التعصب، نظرا لعدة اعتبارات أو متغيرات تؤثر في عملية فهم الأشخاص وتصورهم لمشكلتهم الصحية، كما يمكن لهذه المتغيرات أن تؤثر كذلك في استجابته وتحديده لنوع العلاج الذي يمكنه اللجوء إليه أو ممارسته.

إشكالية البحث : 

     يعد اهتمام الأنثروبولوجيا بقضايا الصحة والمرض وعلاقتهما بثقافة المجتمع السائدة اهتمام حديث نسبيا، والسبب في ذلك هو انتشار أفكار بعض الفلاسفة منذ زمن طويل، واعتقاد الناس من خلالها على إن ظواهر الصحة والمرض هي ظواهر عالمية مشتركة، مما أدى إلى انتفاء الخصوصية المحلية أو الثقافية لقضايا الصحة والمر ض، أو قضايا الطب بصورة عامة، ولكن مع بداية القرن العشرين بدأ الاهتمام من قبل الأنثربولوجيين يزداد بقضايا الطب، والجانب الصحي وعلاقته بالنماذج الثقافية، والأنماط الاجتماعية السائدة في المجتمع.

لقد عملت بعض الفروع العلمية كالطب الاجتماعي، والأنثربولوجيا الطبية، على البحث في علاقة الصحة

بالدائرة الاجتماعية، ومدى الأثر المتبادل بينهما، وكذلك تأثير المستوى التكنولوجي، والمعتقدات، والقيم، والأعراف إن من أبرز ما يقوم عليه المدخل الأنتروبولوجي في دراسة قضايا الصحة والمرض هو مجموعة من المنطلقات والتي تكاد أن تكون شبيهة بالفروض المؤكدة، ومن بين هذه المنطلقات نذكر:أن تصورات وتأملات الفرد أو الجماعة لقضايا الصحة والمرض وطرق الاستجابة للأمراض، وطرق الوقاية منها، وأساليب العلاج، كل هذا مرتبط بما يشمله النسق الثقافي للمجتمع، حيث يقع التأثر سواء سلبا أو إيجابا، تبعا للنماذج الثقافية والطرائق النمطية للحياة الاجتماعية .

ورغم تقدم الطب العلمي في عصرنا الحالي، وتخريج أعداد هائلة من الأطباء المكونين بالكليات الطبية المتخصصة، غير أن التلازم بين الطبيب والباحث الإجتماعي سيظل قائما، فإذا كانت مهمة الأول هي تشخيص المرض وعلاج الجسد البيولوجي أو العضوي " فإن مهمة الثاني هي رصد ووصف وتحليل التقاليد والعادات وجملة التصورات والتمثلات، والممارسات التي تنتشر لدى الجماعات البشرية وتؤثر على الحالة الصحية للأفراد.([2])

وهكذا ستظل الثقافة محور اهتمام ودراسات علمية متتالية، لما لها من أهمية كبرى في حياة الإنسان، ولما تمتلكه من تأثير في شتى قراراته وأساليب عيشه، ونظرته وتفكيره في هذا الكون، فالإنسان في أصله ليس ذلك الكائن البيولوجي أو الفيزيقي، وإنما هو ذلك الكائن الثقافي، فالكائنات البشرية هي كائنات ثقافية بالدرجة الأولى، وفي مجال الانثروبولوجيا والأنتروبولوجيا الطبية تحديدا تقع القسمة مناصفة في مجال الدراسة بين الصحة والمرض وبين الثقافة، وكانت الأنثروبولوجيا قد تفرعت إلى فروع عدة، وذلك لتعدد الاهتمامات والمجالات فاهتم بقضايا الصحة والمر ض، والقضايا العلاجية فرع من فروع الانتربولوجيا والذي نشط كثيرا خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، هذا الفرع هو الانتربولوجيا الطبية .

فاهتمو ا بدراسة وتحليل مكونات الأنساق الثقافية للمجتمعات الإنسانية، وكيفية مساهمتها في تشكيل وصياغة تعريفات الصحة لدى الأفراد، وكذلك تحديد أنواع الاستجابات التي تصدر من الناس تجاه المرض عند حدوثه إضافة إلى تحديد مواصفات وخبرات الأشخاص أو الفئة التي لها القدرة على تشخيص الأمراض و معالجتها فأصبح من الضروري البحث حول تأثير الإطار الثقافي على الناحية الصحية، وضرورة الكشف عن العناصر الثقافية التي توجه سلوك الأفراد في حالتي الصحة والمرض، كما تعمل العناصر الثقافية أحيانا على توليد وترسيخ قناعات بفاعلية الطب التقليدي. إن استمرار فعالية النسق الثقافي بكل مكوناته حول قضايا الصحة والمرض يستدعي الاستعانة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية بمختلف فروعها لإنجاح التنمية الصحية لمجتمعنا، و للأنثربولوجيا إسهام كبير في هذا المجا ل، وذلك من خلال دراستها للمدخل الثقافي للصحة والمرض، ذلك أن معرفة مضمون الثقافة لأي مجتمع يوفر إمكانية التنبؤ والاستشراف العقلاني لمجريات الأحداث،([3]) إضافة إلى أن المسار الاجتماعي للمرض أو الصحة يتأثر بالمضمون الثقافي للمجتمع .

بالرغم من التقدم الحضاري و المادي و التقني الذي نعيشه هذه الأيام فإننا لا نزال نواجه في المجال الصحي مشاكل لا حصر لها فكأنما هذا التقدم الحضاري المتمثل في المتمثل في العديد من المستشفيات الحديثة المجهزة بأحدث الوسائل يقابله تخلف معرفي من ناحية الوقاية من الأمراض وتجنب حدوثها بقدر الإمكان يضاف إلى ذلك الآثار من جهة أخرى فقد أدى التطور الطبي والتكنولوجي إلى اكتشافات جديدة في المجال الصحي ونتيجة هذا التقدم عرف الإنسان طرق لعلاج أمراضه والوقاية منها لذا ازداد الطلب بكيفية واسعة على الأدوية الطبيعية .

ولهذا يجب ألا نغفل الاكتشافات ،والممارسات التطبيبية في مجال الطب التقليدي ،والتي لم تكن وليدة الصدفة وإنما جاءت بعد محاولات ،وتجارب عديدة أهمها من أتخذ من النباتات الصحراوية ،والأعشاب الطبية مجالا حيويا إثبات فائدتها  في علاج الأمراض،وذلك بواسطة الطرق ،والممارسات التطبيبية المتنوعة لاستخدامها كي تصبح في النهاية أدوية عشبية طبية جاهزة للاستخدام ،وهذا ما نسميه بإعادة إنتاج تقنيات الأعشاب الطبية لذا فالمجال الاجتماعي لهذه الممارسات هو الحقل الذي يتم فيه التفاعل بين المريض أو الفرد ومحيطه السوسيولوجي ،وكل مجال اجتماعي له نمط علاجي معين ،وداخل هذه المجالات يتم إعادة إنتاج فضاءات للتفاعل ،وتتشكل ما يسمى بالتمثلات السوسيولوجية للمرض والصحة وهي تتشكل حسب القيم والعادات، المفاهيم والمعارف.وقد قامت الهيئة الطبية البريطانية سنة 2009 بإحصاء حوالي أربعة آلاف شخص مريض،وقد أظهرت نتيجة الإحصاء أن أكثر من 80 % من هؤلاء يفضلون المعالجة بوسائل الطب البديل كالتدليك، وجلسات الاسترخاء،والأعشاب([4])، و السبب هو أن هؤلاء المرضى لهم تمثلات اجتماعية لم ترضهم أدت بهم للجوء إلى المعالجة،والممارسة التطبيبية الطبيعية ،أي أنهم أعطوا معنى لمرضهم ،ومعنى لصحتهم ،وكذلك لان المعالجة تتم في منازلهم أي مجال مكاني دون دخول المستشفيات ،والسبب في ذلك هو أن الأطباء الذين يمارسون الطب الشعبي يخصصون الوقت الكافي لمرضاهم أي مجال زماني،ويصغون إليهم فيتبعون نصائحهم بتطبيب أنفسهم ذاتياً بواسطة تلك الوسائل البسيطة .فالمجتمع الجزائري الحالي مرتبط بثقافته وما تحمله من تقاليد وعادات ،وتمثلات  ومن يمثل الثقافة الشعبية من حيث الفهم والتفهم للأمور الصحية والمرضية، أعطي في بعض الأحيان نوع من التداخل بينهما من حيث الممارسات .

فمسألة الصحة والمرض لم تعد فردية كما قالت "كلودين هيرزليتش c.herzlich"([5]) تخص المريض وحدة وإنما هي قضية إجتماعية تمس المجتمع ككل وإنطلاقا من هذا الطرح فإننا نتساءل عن :

ومن هنا تولدت مشكلة دراستنا :

كيف يؤثر النموذج الثقافي على تمثلات الصحة والمرض وعلى الممارسة التطبيبية لكل مجال اجتماعي معين لدى الفرد الجزائري؟.

الاسئلة الجزئية :

  • ما هي المتغيرات الاجتماعية المؤثرة في فهم وتصور المرض؛ وكيف تؤثر هذه الأخيرة في

تحديد أساليب العلاج المناسبة؟

- ما هي علاقة تمثلات الصحة والمرض بالممارسة التطبيبية في المجتمع الجزائري الحالي ؟ .

 -هل هناك علاقة بين النموذج العمراني وتمثلات الصحة والمرض ،والممارسة التطبيبية للمريض ؟.

 

أهداف الدراسة :

إن أي دراسة أو بحث يكون له هدف وغاية معينة يجب تحقيقها ولهذا نسعى من خلال دراستنا الراهنة إلى تحقيق عدة أهداف وذلك من خلال تحليل النسق الثقافي للمريض الجزائري، ومعرفة واقعه الاجتماعي والثقافي، فقد شهدت السنوات الأخيرة من القرن الحالي اهتماما بالغا بدراسة عناصر التراث الشعبي الجزائري من الباحثين ولا يغني ذلك أن الاهتمام بهذا  الأمر اهتمام حديث فحسب ، بل هو نتائج لسلسلة طويلة من الجهود والمحاولات التي بذلت في النصف الأول من القرن الحالي ، وفي هذه الدراسة التي ألقت الضوء على الممارسات التطبيبية في المجتمع الجزائري الحالي ، وضعت العديد من الأبعاد حول تفكير الكثير من الأفراد وتمثلاتهم بشأن مرضهم وصحتهم وأسباب هذه التمثلات الاجتماعية ، والمعتقدات الدائرة حولهما . وزاد من حجم المشكلة عوامل أخرى تخرج عن نطاق اهتمام المجال الطبي ، وتدخل في دائرة اهتمام نظام إنتاج معرفة طبية جديدة في المجتمع الجزائري .

أهمية الموضوع :

لهذا البحث أهميتا ن: أهمية نظرية تتمثل في إلقاء الضوء على أثر المسألة الثقافية في إدارة الأفراد والجماعات، ومدى ارتباطها بالسلوك الإجتماعي للفرد وهذا مجال حساس استرعى اهتمام مجموعة من الباحثين في الآونة الأخيرة و هذا البحث يساهم ولو بشكل متواضع في إثراء هذا المجال ولفت انتباه الباحثين المهتمين بمجال الدراسات حول علم الإجتماع الطبي .

كذلك لهذا البحث أهمية تطبيقية أنه يساهم إلى جانب غيره من البحوث في هذاالمجال في تمهيد الأرضية السليمة لوضع دعائم طرق التسيير البشري التي تأخذ بعين الاعتبار الواقع الثقافي السائد في المجتمع، مما يسهل دون شك عملية فهم المريض، وبالتالي. تصميم طرق مناسبة للعلاج، وهو ما تحتاجه مؤسساتنا بشكل ملح.

إن أي دراسة لا تنطلق من فراغ ، بل لها من الخلفيات ما يشكل جملة من المبررات ، سواء كانت موضوعية أوذاتية وكما قال كارل بوبر([6] ) "كثيرة هي العوامل التي تدخل في الحسبان عند إختيار موضوع البحث " ، وهذه العوامل من شأنها أن تدفع الباحث على المضي في بحثه وتكشف الحقائق والنتائج ذات الصلة بواقع السوسيولوجية. لذا تأتي دراستنا لجملة من الأسباب وهي كالآتي :

-1 ان اهتمامنا بموضوع الممارسة التطبيبية وتمثلات المريض نحو العلاج في المجتمع الجزائري ، كان هذا الدافع الذاتي لدراسة هذا الموضوع دون غيره ، على اعتبار أننا قد نتعرض للمرض ونلجأ إلى الممارسات التطبيبية لذا كانت هذه الدراسة ترجمة لهذه الرغبة.

-2 التعرف على الممارسات الطبية في المجتمع الجزائري عموما أو علاقة هذه الممارسات بمفهوم تمثلات المرض والصحة لدى الفاعلين وأسبابه ، ورؤية هذه الممارسات في سياق الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع الجزائري .

-3 نظرا لشيوع العديد من الأمراض والأوبئة في الآونة الأخيرة ، وفشل الأدوية الكيماوية في العلاج وظهور الكثير من التوجهات إلى العودة إلى الطرق التي تعالج جسم الإنسان بشكل كامل ، وتراعي الجوانب :النفسية، الجسدية ،العقلية و الروحانية ، على عكس الطب الحديث الذي يعالج المشكلة فقط في بعض الأحيان اظهر عجزه حيال الأمراض الجديدة ، إضافة إلى أنه له آثار جانبية على جسم الإنسان ، مما زاد من خوف الناس والعزوف عن استخدام الدواء الكيميائي ، وهذا أدى إلى التوجه والعودة إلى الطب التقليدي وخاصة مع ظهور الدراسات العلمية التي تشير إلى فعالية الطب البديل التقليدي في الكثير من الحالات حيث أنه يستخدم طرق آمنة ، مجربة وفعالة دون آثار جانبية .

-5 ولذا تكمن أهمية الدراسة في كون الإشكال يمس شريحة كبيرة في أفراد المجتمع الجزائري .

-6 أهمية المجالل الطبي باعتباره يتكون من عمليات حيوية في المجتمع الجزائري  .

أسباب اختيار الموضوع :

إن السبب الرئيسي في اختيارنا لهذا الموضوع هو اقتناعنا التام بأهمية المسألة الثقافية في أي مشروع تنموي كما أننا نعتقد جازمين أن أي إصلاح لأوضاع مؤسستنا الصحية وغيرها إذا لم يأخذ البعد الثقافي ب عين الاعتبار ولم يعط له الأهمية القصوى التي يستحقها فإن هذا الإصلاح ما هو في الواقع سوى ترقيع ظرفي لن يأتي بأي فائدة لهذه المؤسسات، بل يزيد في تأزيم أوضاعها ومآله في الأخير الفشل .

فرضيات البحث:  إنالفرضية جوابا مقترحا لتساؤل البحث ويمكن تعريفها حسب ثلاثة خصائص تعبيرية، تنبؤية أو وسيلة بحث إمبريقي"([7])، بغرض الكشف على العلاقات الموجودة بين أجزاء الظاهرة الإجتماعية من خلال توجيه السؤال نحو هدف الدراسة، والفروض نوعان فروض نفي وفروض إثبات تتفرع عنها جملة من المؤشرات و لقد تبنينا الفرضيات التالية في هذه الدراسة:

الفرضية :

إن تمثلات الصحة والمرض والممارسة التطبيبية مرتبطة بالنموذج الثقافي([8]) للمجالات الاجتماعية المتواجدة في المجال العمراني، ولكل مجال منها نموذجه الثقافي الخاص به.

الفرضية الجزئية الأولى:

المتغيرات الخاصة بنوع المرض تلعب دورا في تصور المرض و تحديد نوع العلاج .

الفرضية الجزئية الثانية: تؤثر الظروف الإقتصادية والإجتماعية للمريض على تصور المرض وإختيار أساليب العلاج المناسبة .

 الفرضية الجزئية الثالثة: إن المجال الإجتماعي الذي يحكمه نموذج ثقافي حضري تكون تمثلات الصحة والمرض والممارسة التطبيبية تتميز بالطابع الخليط.

-المفاهيم الأساسية في الدراسة :

-1  تعريف الصحة :

لقد تعددت تعريفات الصحة بتعدد المؤسسات والمتخصصين، والتعريف الآتي يجمع في تعريف الصحة بين الحالة الاجتماعية والنفسية والبدنية للفرد. لقد عرفت منظمة الصحة العالمية عام 1984 الصحة على أنها :هي مجمل الموارد الاجتماعية والشخصية والجسمية التي تمكن الفرد من تحقيق طموحاته وإشباع حاجاته . ([9])

ومن بين تعريفات الصحة نجد :هي مؤشر دال على حياة وسير كل الوظائف الدالة على حياة الأعضاء

المشكلة للجسم الإنساني بشقيه الفيزيقي والنفسي خلال مدة زمنية كافية تماشيا مع النمط أو النمو العادي الذي تحدده الأصول الطبية والعلمية المتخصصة في هذا المجال مع استثناء  العاهات والإصابات التي قد تصيب الجسم ولكن لا تعيق الأعضاء على أداء وظائفها، كالأعمى مثلا يتوفر على قدر معتبر من الصحة.

 تعريف المرض: إن المرض عبارة عن اختلال في التوازن الطبيعي ومع الطبيعة  يجب إصلاحه، هذا هو أساس الطب الغربي العقلاني"الذي بدأ مع أبقراط والذي يعتمد على علاج "الأمزجة "ولكننا قد نجد الأمر ذاته في الصين من خلال التقابل بين  (ين) و (يانغ)، وفي عدد من المجتمعات الأمية في أمريكا الجنوبية وإفريقيا، حيث توجد ممارسات يتقابل فيها الحار" و "البارد" اللذان يتوجب فقط التوازن بينهما مع تجنب تجاوز الحدود، والمرض هو اختلال ذلك التوازن.([10])

ولكن هناك توجه فكري لا يقل انتشارا عن الأول يقضي بعدم النظر إلى المرض كمجرد انشقاق عن البيئة

الطبيعية، وباعتباره على العكس، أو في الوقت ذاته انسلاخا عن البيئة الاجتماعية، فحسب التوراة إذا كانت الحياة نعمة إلهية، فإن المرض والبؤس تدل على غضب الله. ([11])

نقصد بالمرض الاضطراب الوظيفي المتطور، فالمرض ليس حالة ثابتة، وإنما حالة حركة متطورة تطورا غير طبيعي في جسم الإنسان، وهذا التطور قد يأخذ فترة طويلة أو قصيرة ولكنه ينتهي دائما بنتيجة قد تكون إما الشفاء التام أو الوفاة أو تقف في مرحلة وسط تعمل على إعداد الجسم لظروف جديدة.

تعريف الثقافة :

لقد تعددت التعاريف حول الثقافة، وتجاوزت حدود المائة تعريف، ولعل السبب في ذلك يعود إلى الصفة

الشمولية التي تتميز بها الثقافة، وذلك أن علاقتها بحياة الإنسان متعددة ومتشعبة، فلها علاقة بالجوانب الاجتماعي ة،والفكرية، والثقافية، النفسية للحياة البشرية، ومن جملة التعاريف التي صيغت حول مفهوم الثقافة نذكر ما يلي :يعرفها بقوله : "هي تنظيم لأنماط السلوك والأدوات والأفكار، والمشاعر التي تعتمد على استخدام الرموز  " White "هوايت بقوله ([12]) "هي التشكيل الخاص بالسلوك المكتسب ونتائج السلوك " ويعرفها "رالف لينتون جميع أفراد مجتمع معين في عناصره المكونة ويتناقلونها ".  ورغم تعدد التعريفات، فهناك تعريف مشهور يكاد يفي بالغرض العلمي حول تعريف الثقافة ،وهو تعريف الذي يرى أن الثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يشتمل على المعرفة والمعتقدات والف ن، :"E. Tylor "ادوارد تايلور والأخلاق، والقانون، والعادات، أو أي قدرات أخرى، أو عادات يكتسبها الإنسان بصفته عضوا في المجتمع.

التمثلات : لقد تطور الطب الشعبي في مجتمعات البحر المتوسط وجنوب آسيا ، والصين ، وغيرها أكبر اعتمادا على النظريات العلمية الحديثة ، وأكثر تغيرا في معدل الاعتماد على السحر والدين ن وهنالك انحسار نسبي للسحر في التوجه النفعي في ثقافة ، ومع ذلك فالممارسات الطبية والدينية في كثير من الثقافات تتداخل معا .

وقد يستعمل الطب الشعبي الأعشاب بشكل يتنافى والعلم، بحيث قد يقدم الوصفات من دون تصور دقيق

للمرض، أو لكيفية عمل الأعشاب، وقد يستخدم أعضاء الحيوانات كمواد ملحقة بالأعشاب مثل رجل

الحمامة،والحرباء .

-مفهوم التمثلات :.

و يقصد به إحضار الشيء و "representation" : _ يقابل مصطلح التمثلات في اللغة الفرنسيية

مثوله أمام العين أو في الذهن أو اللغة. أي إما بواسطة الرسم أو النحت أو اللغة. أي أن سيرورة التمثل

في الذهن تستدعي لزوما حضور متمثل.([13])

و نجد في "لسان العرب" أن التمثل من مثل له الشيء: صوره حتى كأنه ينظر إليه. و امتثله أي تصوره.

و مثلت له كذا تمثيلا إذا صورت له مثاله بكتابة أو غيرها. و تمثيل الشيء بالشيء تشبيها به، و نجده

عند "لالاند" يعني التحول من الاختلاف إلى التشابه.

في حين يرى "جميل صليبا" أن التمثل و التمثيل متقاربان, و هما معا يشتركان في أمرين: أحدهما حضور صورة الشيء في الذهن، و الآخر قيام الشيء مقام الشيء.

إن كل التعاريف اللغوية لمفهوم التمثل تكاد تلتقي حول أن التمثل يرتكز على استحضار شيء أو مفهوم

أو صورة غائبة، و هنا ينبغي التأكيد مع "نيكولايديس" على عنصرين أساسين يلزمان كل فعل تمثلي:

-1 الغياب ،الذي يعد عنصرا ضروريا في كل تمثل.

-2 الصورة التذكرية، التي تقفز إلى الذهن بواسطة موضوع آخر يشبهه أو يماثله أو بعبارة أخرى بواسطة

موضوع بديل.

- أما "ابن منظور" فيعرف مفهوم التمثل كما يلي: "التمثل من مثل الشيء أي تصوره حتى كأنه ينظر

إليه ،و امتثله أي تصوره, و مثلت له تمثيلا إذا صورت له مثالا بكتابة أو غيرها، و تمثيل الشيء بالشيء   مصطلح التمثل "le grand larouse" "reprensentation"  يعني التشبيه به. و يحدد قاموس بوصفه حظور الشيء و مثوله أمام العين أو مثلا قام بتمثل ،أي "balzac" في الخيال بواسطة الرسم او النحت او اللغة أثناء الكلام. ف باستحضار اتمع الفرنسي إبان فترة الإصلاح من خلال رواياته, وهذا المعنى يقول "جورج دوهاميل":"إذا كان عدد أصدقائك ثلاثة و عشرون، فإن لديك عنهم 23 تمثلا.

بتعريفات نذكر منها: "representer" "([14]) فيعرف فعل "مثل  - أما قاموس"Petit Robert"

، عرض، مثول أمام العين، تقديم موضوع أو مفهوم غائب عن الذهن بإثارة صورته كي تظهر

بواسطة موضوع آخر يشبهه أو يماثله.

نستخلص من هذه التحديدات اللغوية السابقة ان مفهوم التمثل عملية تتضمن استحضار صورة موضوع

غائب إلى الذهن، و هذا المعنى يق ترب جدا من مختلف المعاني المعطاة لهذا المفهوم داخل كل

. التخصصات  أو بغيرهما، وفي مراجع أخرى نجد لمفهوم التمثل معان من :

-تعني التمثلات في الفلسفة إدراك المعاني المجردة .

-تعني التمثلات في الطب ما له علاقة بالحمل - تكوين كائن جديد في رحم الأم-.

أما في مجال علم النفس تعني التمثلات تمثيل الحكم على الشيء المعين لوجود ذلك الحكم في شيء آخر متشابه له في صفات معينة .

اصطلاحا :يصير مفهوم التمثيل إلى العملية التي يستوعب فيها الذهن المعطيات الخارجية أي معطيات الواقع ن بعد أن يمتلك هذاا الفرد ويضفي عليها مستويات شخصيته المختلفة ، يؤدي ذلك إلى أن تتجمع لدى الفرد صور من تلك المعطيات بشكل حصيلة هذا الاحتكاك ، فتكون بالتالي تمثلا لها.

أما عند علماء الاجتماع فالتمثلات إستعملها "إميل دوركايم" ويعتبر من الأوائل الذين إستعملوا مفهوم التمثلات الاجتماعية ، أو كما كان يسميها "الجماعات" ، وذلك حين تحدثه عن العصبية القبلية ورفضه لها ، وظل دوركايم "يعتبر الدين والمعتقدات واللغة ، والعلم والأسطورة ، تمثلات جمعية واجتماعية"

فالتمثلات إقترنت بالمعطيات الاجتماعية وهي شكل من المعرفة المتطورة([15]) (Jodlet) أما عند الس وسيولوجيين مثل والموزعة اجتماعيا ولها هدف تطبيقي يساهم في بناء حقيقة موحدة  ومنه نستنتج أن تمثلات المرض والصحة في المجتمع الجزائري الحالي هي مجموعة من التصورات للمرض أو الصحة ، وتتم من خلال عرض آراء وأفكار حاضرة في ذهن الإنسان ، أي أنها الإدراك الفكري للواقع الاجتماعي.

التمثل لدى علماء الإجتماع :

تعريف موسكوفيسي:

يؤكد موسكوفيسي على أن الأفراد في معظم الأحيان و الحالات لا يحاسبون عندما يمارسون تمثلا عبثيا للكائنات أو حقائق الأشياء أو المواضيع الاجتماعية.

فالتمثل في نظره نسق من القيم و المفاهيم و السلوكات المرتبطة بسمات و مواضيع يحدد معالمها الوسط

الاجتماعي على اعتبار أن التمثلات الفردية_ في أغلب الأحيان_ تستدخل من طرف الأفراد بطريقة تصاحب بالعنف و القهر، و هذا ما يجعلهم يفكرون، بل يتمثلون الآخر و الذات بكيفية لا تخالف القواعد الاجتماعية،و في هذا النوع من الاستلاب إن صح الكلام حتى تلبى رغبات الجماعة، فالتمثلات الاجتماعية وحدات أو مجموعة دينامية يتجسد مجالها في إنتاج سلوكات و علاقات تتمحور حول المحيط بطريقة تعدل هذه العلاقات و السلوكات و ليس في إعادة إنتاج هذه السلوكات أو هذه العلاقات كرد فعل لمثير خارجي معطى ،كما أن التمثلات الاجتماعية _حسب موسكوفيسي_ تكاد تكون أشياء ملموسة... إذ أنهاا منتشرة في كل مكان و تتمظهر خلال الكلام و الحركة و اللقاء في عالمنا اليومي.

_ تعريف ماري جوزي:

تعرف التمثل كالآتي: إن التمثل –كطريقة للاستحضار على مستوى الذاكرة- يستحضر موضوعا غائبا لا واقعيا أو غير ممكن للإدراك بشكل أو بطريقة مباشرة, إلا أن الوعي بهذا الموضوع يتم بكيفية عقلانية, و في جانب آخر تشير أن التمثل ذو أهمية في حياة الطفولة ذلك أن التمثل الاجتماعي ميكانيزم ذو أهمية قصوى في ميدان الطفولة من عدة جوانب، فهو أداة للإدراك تساعد الطفل على قراءة و تأويل ما يكتشفه عن العالم الطبيعي و الاجتماعي بواسطة حواسه و ممارساته و خبراته لإعطائه المعنى و القيمة الذين يحددهما له المحيط الاجتماعي في سياق علاقاته و تفاعلاته مع الآخرين, و من هنا كان التمثل أداة للتنشئة الاجتماعية و التواصل في المجتمع و هذا يؤكده "موسكوفسي" إذ يرى أن التمثل يلعب دوره في تكوين التواصلات و السلوكات الاجتماعية.

و عموما، فالتمثل في علم النفس الاجتماعي يتمفصل إلى نوعين: التمثلات الفردية المرتبطة بتاريخ كل فرد, و وضعيته الشخصية, و التمثلات الجمعية المعبر عنها من خلال اللغة المكتوبة و وسائل الاتصال الجمعية غير الشفوبة و التي تنتشر بين مختلف الشرائح الاجتماعية.

تعريف ميشال جيلي:

مع ميشال جيلي يرتبط التمثل بالتفاعل على أساس أنه إنتاج جماعي من طرف الأفراد يتحول إلى شكل للتعبير، و هكذا يكون التمثل اجتماعيا عندما تتقاسمه مجموعة من الأفراد،عندما يتم إنتاجه و خلقه بشكل جماعي، بمعنى أنه ينتج من تفاعل جماعي يكون التمثل تعب يرا عنه. إن هذا التعريف لا يختلف كثيرا عن تعريف أحد الباحثين العرب الذي يعرف التمثل على أنه مجموعة من المفاهيم و الرموز التي تنتج عن التفاعل الاجتماعي و التي تكتسي معنا مشتركا بين أعضاء الجماعة و تؤدي إلى ردود فعل متشابهة هذا تشكل التمثلات صورا و بينات معرفية واطر إدراكية ذات مصادر و مظاهر و أبعاد اجتماعية، بحيث تشكل نوعا من المعرفة الاجتماعية المتداولة بين الأفراد،كأطر مرجعية للتصور والإدراك التفكير.

  • المجال الاجتماعي:

فاالمجال الاجتماعي هو فضاء من التفاعلات المتبادلة أين يوجد بالضرورة الفاعلين كأحد أطراف عملية التفاعل أو هو شبكة من الفاعلين المشتركين في القيام بعمليات اجتماعية .([16])

واالمجال الاجتماعي هو الحقل الذي يتم فيه عملية التفاعل بين المعني ومحيطه الاجتماعي ، والمجال الاجتماعي يتميز عن المجال العمراني ، لان المجال العمراني هو منتوج للتفاعلات التي تتم في المجال الاجتماعي ، ثم يصبح بعد ذلك نتاج لها .

إن تبنينا لمفهوم المجال الاجتماعي يجنبنا الدخول في متاهات اعتماد جهاز مفاهيمي متحيز بوعي أو بغير وعي كتبني مفاهيم البنية الاجتماعية من منظور بنيوي ، النسق ،الطبقة ، الشريحة فتبني مفهوم االمجال الاجتماعي كانطلاق للبحث الميداني يمكن الباحث من أن يكون محايدا في أطروحاته النظرية إلى أن تنتهي الدراسة والخروج بالنتائج ،ليتحدد بعد ذلك طبيعة ومضنون هذا المجال وبذلك يتحدد المفهوم المناسب للواقع المدروس، لان التغير في المجالات الاجتماعية في ظل التحولات السوسيو ثقافي الذي يعيشه المجتمع الجزائري من جملة ما افرزه من وجهة نظرنا مجالات اجتماعية متعدد ومعقدة من حيث مضامينها على خلاف ما كان عليه المجتمع التقليدي الذي يتميز بمجالات اجتماعية ذات المضامين الثقافية المتطابقة ،وربما هذا ما يدفعنا إلى الانطلاق من أطروحة كل من ماكس فيبر و زيمل الذي يرى كل منهما أن المجلات الاجتماعية متعددة ومتنوعة إلا أن الفرق بينهما يكمن في نتيجة هذا التعدد والتنوع على هوية الفرد فماكس فيبر يرى انه كلما تعددت انتماءات الفرد كلما أدى ذلك إلى الاغتراب وتشتت المعاني وفقدانها ، بينما زيمل يرى أن تعدد مجالات تفاعل الفرد مؤشر ودليل على قوته وقدرته واستقلالية في التعامل والتفاعل مع هذه المجلات([17]) .

فمفهوم الحقل في التحليل السوسيولوجي عند بيير بورديو هو بمثابة تقنية إجرائية دقيقة وأساسية للتفكير بصيغة العلاقات،أي التفكير على نحو علائقي جدلي،بدل التفكير بالطريقة البنيوية،التي كانت سائدة ومهيمنة في بداية انشغاله .

يتشكل الحقل حسب بورديو"من جملة علاقات موضوعية"سيطرة،تبعية،تطابق.."بين مجموعة من الأوضاع حيث أفراد أومؤسسات" (Agents)" تتحدد في وجودها بمحتليها وهؤلاء المحتلون لتلك الأوضاع هما :المفوضون حسب موقعهم الحالي في بنية توزيع مختلف أنواع السلطة والتي تتطلب امتلاكها أو احتلالها رأسمال" ويحلل بورديو المجالات وأوضاع الفاعلين داخلها على أساس توزيع الفاعلين في الفضاء الإجتماعي إلى طبقات وأصناف "حيث يرجع في المبدأ الأكثر فعالية وتأثير في بناء الفضاء الإجتماعي باعتبارها متمايزة التي يتم توزيع الفاعلين فيها إحصائيا أصناف وطبقات نظريا وفق:الحجم الإجتماعي لرأسمال بكل أنواعه وأشكاله  اقتصادي ، ثقافي([18] ) بنية رأسمالهم أي الوزن النسبي لرأسمالهم، تطور حجم ونسبة رأسمالهم في مجرى الزمن والتاريخ  ،وعلى هذا فإن الفاعلين تجمعهم أشياء ممارسات ) مشتركة ( في أساليب العيش والمميزات الاجتماعية  كلما كانوا يحتلون أوضاعا متقاربة داخل المجال، والعكس صحيح.

كما أن بورديو يطلق مصطلح المجال على كل حاملة صراع بين فاعلين غير متساويين في القوة على رأس المال مهما كان نوعه،ولذلك يطلق على المجتمع باعتباره علاقة قوة بين الطبقات التي بينها الصراع من أجل التميز الاقتصادي والثقافي .

الإجراءات المنهجية  للدراسة

أولا: منهجية الدراسة

إن اختيار أي منهج للبحث ليس بالأمر الذي يكون فيه للباحث حرية للاختيار بل الموضوع هو الذي يفرض في أغلب الأحيان المنهج المستخدم وحتى الأدوات، في هذا البحث - المسألة الثقافية وعلاقتها بالمشكلات الذي يتسم بنوع من التعقيد يقف الباحث حائرا أمام المنهج الملائم الذي يمكن أن يوصله إلى معرفة حقيقة الظواهر التي يدرسها.

ولهذا سأستخدم المنهج الوصفي التحليلي، حيث سأقوم بوصف الواقع العلاجي للمريض الجزائري، وواقع الثقافة السائدة في هذا المجتمع، وكيف تؤثر المسألة الثقافة بالمشكلات الصحية .وفي نفس الوقت لن نقف عند هذا الوصف بل سنأحاول ربط الواقع الصحي بثقافة المجتمع الجزائري وما تحتوي عليه من قيم ومعايير وكيف تنعكس ثقافة المجتمع الكلي على السلوك الصحي وإستجابة المريض عموما، لهذا سيكون الوصف هنا تحليليا مستخدمين في ذلك كل الأدوات المتاحة من استمارة ومقابلة، ملاحظة مباشرة وغير مباشرة، وهذا طبعا من خلال استخدام أسلوب العينة دراسة المتغيرات الاجتماعية لتصور المرض وأساليب علاجه هي  دراسة وصفية كيفية تحليلية.

وبما أن هذا النوع من المواضيع يتطلب وصفا وتحليلا متعمقا يتضمن مختلف المتغيرات التي تلم بموضوع  الدراسة، فإنه تم اختيار المنهج الوصفي التحليلي باعتباره منهجا أساسيا ومنهج ، وهو منهج وأداة جد مهمة لهذه الدراسة.([19])

-1 تعريف المنهج الوصفي:

المنهج الوصفي طريقة منتظمة لدراسة حقائق رهنة، متعلقة بظاهرة أو موقف أو أفراد، أو أحداث أو أوضاع معينة، بهدف اكتشاف حقائق جديدة أو التحقق من صحة حقائق قديمة، وآثارها

والعلاقات التي تتصل بها، وتغيرها وكشق الجوانب التي تحكمها. كما يذهب تعريف آخر إلى أن المنهج الوصفي يعتبر طريقة لوصف الظاهرة المدروسة وتصويرها كميا، عن طريق جمع معلومات مقننة عن المشكلة وتصنيفها، وتحليلها، واخضاعها للدراسة الدقيقة . وتتمثل أهمية المنهج الوصفي التحليلي في أنه يوضح العلاقة بين وحدات  الدراسة ووصف ومقارنة الأحداث، ووصف للتناقض بين التوقعات والنمط الواقعي للأحداث؛ ومتابعة نمو الظاهرة عبر الوقت واستخدام العلاقات السببية لوصف علاقات موجودة بين المتغيرات.([20])

أما عن التحليل الوصفي فإن التحليلات الإحصائية بسيطة لإيضاح بعض سيمات وحدات المعنية

أو المؤسسات أو بعض المعتقدات...إلخ.

كما يمكن استخدام الجداول المتقاطعة لإيضاح الفروق بين مختلف المستويات السوسيو اقتصادية"

وتصنيف الاتجاهات وقد نعتمد في هذه الدراسة على الطريقة الوصفية والوصف التحليلي من خلال وصف للمميزات العامة التي تظهر على حالات الدراسة وتحليلها حسب المتغيرات الخاصة بكل فرضية،([21]) هذا وقد يتم الاستعانة ببعض النسب المئوية، كما سنعتمد على عملية التصنيف من أجل تسهيل عملية التحليل فيما يخص علاقة المتغيرات ببعضها البعض.

ثانيا: أدوات جمع البيانات

-1 الملاحظة:

إن نقطة البداية في أي علم هي الحواس، حيث تقوم بنقل ما يحدث حولها من ظواهر طبيعية واجتماعية، فيلاحظ الباحث ما حوله ويسجل ملاحظاته، ومشاهداته، عملية أولية يتصل فيها الباحث الاجتماعي بالواقع الذي يريد دراسته، وإدراكا منا لأهمية الملاحظة كأداة هامة في مثل الموضوع الذي بين أيديننا "تمثلات العلاج للمريض في المجتمع الجزائري "آثرنا استخدام الملاحظة المباشرة لأنها تحقق لنا المزايا التالية:

- تمكننا من التغلب على الأخطاء التي تصاحب جمع البيانات والمعطيات عن طريق الاستمارة والسجلات والوثائق ، حيث يمكننا التحقق من تلك المعلومات ميدانيا وبشكل مباشر عندما نستخدم الملاحظة. نتمكن من خلالها من تكوين علاقات مباشرة مع المرضى،  المطلوب جمع البيانات عنها، كما نستطيع أن نتعرف على محيط العلاج  ومدى ملائمته للمريض.

وقد سمحت لنا هذه الأداة بجمع البيانات اللازمة حول ظروف العلاج ، وبيئة العلاج، وملاحظة الجو العام في المؤسسات الصحية، وقد توجهت ملاحظاتنا إلى تصرفات العاملين بهذه المؤسسات، حيث ركزنا على قيم العمل الطبي، ة، وكيف تؤثر هذه الثقافة على السلوك الصحي عموما، وعلى المشكلات المراد دراستها، واستكشاف موقف المرضى منها.

 

 

-2 المقابلة الموجهة:

وقد تمت هذه المقابلة من خلال تقديم استمارة واحدة لكل ا لمبحوثين من فئة المرضى والإطارات والمسئولين ، وقد شكلت المقابلة في هذا البحث أداة أساسية في جمع البيانات، نظرا لما وفرته لنا تسهيلات في جمع المعطيات حول الموضوع، ونظرا لدرجة صدقها ، فقد مكنتنا من جمع المعطيات اللازمة للبحث بشكل أكثر دقة وعلمية.([22])

وتضم استمارة المقابلة المستخدمة في هذا البحث مجموعة من الأسئلة، قسمت على عدة محاور، حيث ضم المحور الأول عدة أسئلة تتعلق بالبينات الشخصية والعامة الخاصة بالمبحوثين،([23]) ويضم المحور الثاني أسئلة تتعلق ببيانات حول  ، أما المحور الثالث ، ويضم المحور الرابع ، أما المحور الخامس . كل هذه الأسئلة تعالج مؤشرا من مؤشرات البحث ، والغرض منها اختبار فرضيات الدراسة.

المقابلة الحرة:

وقد تم استخدامها في البداية عند استطلاعنا للميدان وكان الغرض منها اكتشاف الميدان،والاطلاع أكثر على جوانب وخبايا الموضوع التي كان يعتريها بعض الغموض، كماسيتم استخدامها في كل مراحل البحث الميداني، وذلك من خلال الأحاديث الجانبية مع المرضى، والأطباء ، وكان الغرض من استخدام هذه الأداة هو استكشاف الميدان، أما أثناء البحث هو معرفة الميدان بشكل أدق والوقوف واقع بيئة العمل السائدة في المؤسسات مجال الدراسة، وكذا معرفة المشكلات التي تتخبط فيها المؤسسة مجال الدراسة، والتي يتعرض لها البحث بصفة خاصة، وما موقع المسألة الثقافية من هذه المشكلات.

الإستمارة :

تعتبر الإستمارة من التقنيات الشائعة عند غالبيه الباحثين، فهي أداة للحصول على الحقائق وتجميع البيانات من الظروف والأساليب القائمة بالفعل،  فهي الوسيلة التي تمكن من جمع المعطيات للوصول إلى نتائج معينة فالإستمارة هي ليست قائمة عادية من الأسئلة، ولا هي تساؤل أو إستجواب مكتوب والذي بإمكان أي شخص تكوينه في إطار موضوع عادي شرط أن تكون الأسئلة واضحة بكفاية وقد إتبعنا الطريقة العادية في تصميم الإستمارة إذ إحتوت على معلومات خاصة بالمرضى المبحوثين فقسمت إلى محاور تتناسب مع الفرضيات وقد تنوعت بها الأسئلة من مفتوحة مركبة إلى مغلقة وقد يتم ملء الإستمارة من طرف المرضى أنفسهم وفي بعض الأحيان يتعذر عليهم ذلك فتملئ من طرف الباحث نفسه ويكون بتوجيه أسئلة الإستمارة للإجابة عليها من طرف المريض وهذا يدخل ضمن تقنية الإستمارة بالمقابلة التي تتطلب تدخل الباحث.

ثالثا: مجال الدراسة :

- المجال البشري للدراسة :

     إذا اعتبرنا أن العينة هي جزء من مجتمع البحث، فهي مجموعة جزئية داخلة في تركيب المجتمع الذي يجرى عليه البحث وهي مجموعة عناصر لها عدة خصائص مشتركة تميزها عن غيرها من العناصر الأخرى والتي يجرى عليها البحث والتقصي لأنه من غير المعقول أن يقوم الباحث بإستجواب جميع أفراد مجتمع الدراسة.

إن هذه الطريقة أكثر شيوعًا في البحوث العلمية؛ لأنها أيسر تطبيقًا وأقلُّ تكلفة من الحصول على عينة  كبيرة نسبيًا ومختارة بشك يمثِّل المجتمع الأصلي المأخوذة منه؛ فالنتائج المستنبطة من دراسة العينة ستنطبق إلى حد كبير مع النتائج المستخلصة من دراسة المجتمع الأصلي، فالعينة جزء من المجتمع الأصلي و يمكن دراسة الكلِّ بدراسة الجزء بشرط أن تكو ن العينة ممثِّلًة للمجتمع المأخوذة منه.

فبالنسبة لعينة بحثنا فقد ارتكزت على مجموعة من المرضى المتواجدين بمؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص اي المؤسسات الصحية التي تشهد إقبالا كبيرا للمرضى ، وقد تشكلت مجموعة بحثنا من 150 مريض ومريضة موزعين حسب التخصصات الطبية المتواجدين بها إن المعطيات السابقة فرضت علينا التعامل مع عينة البحث بطريقة علمية وموضوعية لذلك تم سحب العينة بطريقة عشوائية وذلك بسبب عدم تحديد المجتمع الكلي، وتعد دراسة مجتمع البحث ككلٍّ من الأمور النادرة في البحوث العلمية نظرًا للصعوبات الجمة التي يتعرض لها الباحث في الوصول إلى كلِّ مفردة من مفردات المجتمع الأصلي وللتكاليف الباهظة التي تترتب على ذلك. وتعد العينة العشوائية من أكثر أنواع العينات تمثيلا للمجتمع الأصلي وبشكلٍّ خاص إذا كان عدد مفرداته كبيرًا  .

- المجال المكاني  : أن مجال دراستنا هو المؤسسات الصحية العامة و الخاصة المتمثلة في المستشفيات والعيادات الخاصة المتواجدة على مستوى ولاية البويرة و التي لا تختلف في خصائصها عن مدن الجزائر الأخرى . وسنتناول مؤسسة صحية عمومية والمتمثلة في مستشفى محمد بوضياف الواقع وسط المدينة وعيادة لالة حديجة المتعددة الخدمات لإقامة دراستنا الميدانية و التحقق من فرضياتها.

 

قائمة المراجع :

الكتب العربية :

  • إحسان محمد الحسن، علم الإجتماع الطبي دراسة تحليلية في طب المجتمع ،عمان دار وائل للنشر، 2009 .
  • مصطفى عوض ،إبراهيم آخرون ،الأنتربولوجيا الطبية ، دار المعرفة الجامعية،مصر، 2005 .
  • مادلين غراويتز ،مناهج العلوم الاجتماعية ،ترجمة:سام عمار ،سوريا ، 1993 .
  • بيار بونيت ، ميشال إيزار ، معجم الاثنولوجيا والانثربولوجيا ، ترجمة : مصباح الصمد ، مجد المؤسسة الجامعية ، ط 1 ، بيروت.
  • م. كلارك، "الصحة في ثقافة الأمريكيين والمكسكيين"، عن الزهرة رباحي، الوضعية الإجتماعية المهنة لعاملات شبه الطبي بالمستشفى، دراسة ميدانية على عينة بمستشفى "بارني".
  • بيير بورديو وجان كلود باسرون ، إعادة الإنتاج في سبيل نظرية عامة لنسق التعليم ، ترجمة : ماهر تريمش ، مركز دراسات ال وحدة العربية ، ط 1 ، لبنان ، . 2007
  • علي المكاوي ، الأنثروبولوجيا الطبية -دراسة نظرية وبحوث ميدانية - ، الدار الجامعية للنشر ، بدون طبعة ، مصر ، 2007 ، الجزء 01 ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، ط 1 ، بيروت ، 1984 .
  • فضيل دليو، "قضايا منهجية في العلوم الاجتماعية"، ديوان المطبوعات الجامعية، 2001 .
  • عبد السلام حيمر، في سوسيولوجيا الخطاب من سوسيولوجيا التمثلات إلى سوسيولوجيا الفعل،الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت ،الطبعة. الأولى، 2008 .
  • محمد عاطف غيث، قاموس علم الاجتماع، دار المعرفة الجامعية، مصر، 2006 .
  • حسين رشوان. دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض ، دراسة في علم الاجتماع الطبي ، المكتب الجامعي الحديث ، الإسكندرية ، 1983 .
  • فوزية رمضان، علم الاجتماع الطبي ، مكتبة نهضة الشرق ، القاهرة ، 1985.
  • غريب محمد سيد أحمد، تصميم وتنفيذ البحث الاجتماعي، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية 1982  .
  • الرسائل و الأطروحات :
  • سليمان بومدين ، التطورات الاجتماعية للصحة والمرض في الجزائر ، دراسة ميدانية بمدينة سكيكدة ، مذكرة لنيل شهادة الماجستير، قسم علم النفس العيادي ، جامعة قسنطينة ، السنة الجامعية2004- 2003 .
  • علي عمار ،،الصيدلة في الطب الشعبي بين التطور النظري والتطبيقي من خلال المصادر والمراجع القديمة،أطروحة دكتوراه دولة ،كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية ، قسم الثقافة الشعبية ، جامعة أبي بكر بلقايد ، تلمسان ، الجزائر ، السنة الجامعية 2007.
  • محمد رضا بلمختار، نسق العلاج وعقلانية الفاعلين ضمن دراسة حالة لمصلحة طبية متخصصة بالمركز الإستشفائي الجامعي (أسعد حسني) رسالة ماجستير، جامعة الجزائر، معهد علم الإجتماع 1990/ 1991.

المصادر الإلكترونية :

  • مصطفى واعراب ، حول كتاب السحر والتطبيب بالمغربtissaone.com
  • محمد الحوشي ،تعريف التمثل، http://www .acofps.com

المصادر الأجنبية :

 

  • Karle Poper, Plaidoyet pour L'indeterunisme,L'université irrisolu,Hirman , Paris1984.
  • Nicolas Berthier « Les techniques d’enquête en sciences sociales méthodes et exercices corrigés » . Armand colin, Paris, 1998,
  • Mireille Duponthieux « La représentation », Ed. Hachette supérieur 2001.
  • Raymond Quivy ,Luc van campenhoudt ,Manuel de recherche en sciencessocial ,Paris :DOUNOD ;.
  • -Denus Jodlet , les representation sociales,(Phénomènes , concept et théorie in psychologie sociale), Paris; mars , .
  • Pierre Bourdieu, Le champ de critique, 2001.
  • Christine Loignan,representations de la maladie ,thése presentée à la faculté études supérieures , Université de Manterial , Canada ,2010.
  • -AKTOUF(O) , Méthodologies des sciences sociales et approche qualitative des organisations, Une introduction à la démarche classique et une critique , presses de l’université du Québec, canada , 1992..
  • Blanchet, Crotman Fanne, l’enquête et méthode, l’entretien, Edition Dunod, Paris, 1998..                   
  • -Herzlich (C), Médecine, Maladie et société, Mouton, Paris, 1970.
  • Serge Moscovici, La psychanalyse, son image et son public, Paris, PUF, 1961-

 

 

 

 

[1] - إحسان محمد الحسن، علم الإجتماع الطبي دراسة تحليلية في طب المجتمع ،عمان دار وائل للنشر، 2009 ،ص 46 .

 

1 -  مصطفى عوض ،إبراهيم آخرون ،الأنتربولوجيا الطبية ، دار المعرفة الجامعية،مصر، 2005 ،ص 125.

2 - علي المكاوي ، الأنثروبولوجيا الطبية -دراسة نظرية وبحوث ميدانية - ، الدار الجامعية للنشر ، بدون طبعة ، مصر ، 2007 ، ص ص 22-23.

 

1 – حسين رشوان. دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض ، دراسة في علم الاجتماع الطبي ، المكتب الجامعي الحديث ، الإسكندرية ، 1983 ، ص 46 .

-Herzlich (C), Médecine, Maladie et société, Mouton, Paris, 1970,p112.2

 

 

[6]- Karle Poper, Plaidoyet pour L'indeterunisme,L'université irrisolu,Hirman , Paris1984, Page 23

 

[7] - عبد الله محمد عبد الرحمن، النظرية السوسيولوجية المعاصرة، دار المعرفة الجامعية ، ج2، ص20.

2- بيار بونت ، ميشال إيزار ، معجم الاثنولوجيا والانثربولوجيا ، ترجمة : مصباح الصمد ، مجد المؤسسة الجامعية ، ط 1 ،  بيروت ، ص 435.

 

 

[9] - عبد الرحمان بدوي ، الموسوعة الفلسفية ، الجزء 01 ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، ط 1 ، بيروت ، 1984 ، ص 42.

[10] - Jean Claude Abric, Pratiques sociales et Représentation, sous la direction de J – C

Abric, Paris, PUF, 2ème édition, 1997, PP 12 – 17.

-[11] فوزية رمضان، علم الاجتماع الطبي ، مكتبة نهضة الشرق ، القاهرة ، 1985، ص130

 

[12] - Mireille Duponthieux « La représentation », Ed. Hachette supérieur 2001, P08.

-[13]عبد السلام حيمر،في سوسيولوجيا الخطاب من سوسيولوجيا التمثلات إلى سوسيولوجيا الفعل،الشبكة العربية للأبحاث   والنشر، بيروت ،الطبعة. الأولى، 2008 ،ص 30

 

  • [14] - محمد الحوشي ،تعريف التمثل، http://www .acofps.com

 

[15] Denus Jodlet , les representation sociales,(Phénomènes , concept et théorie in psychologie sociale), Paris; mars , 1984 ,P69

 

[16] AKTOUF(O) , Méthodologies des sciences sociales et approche qualitative des organisations, Une introduction à la démarche classique et une critique , presses de l’université du Québec, canada , 1992 , p97 .

 

[17] بيير بورديو وجان كلود باسرون ، إعادة الإنتاج  في سبيل نظرية عامة لنسق التعليم  ، ترجمة : ماهر تريمش ، مركز دراسات ال وحدة العربية ، ط 1 ، لبنان ، . 2007 ، ص 95 .

[18] Pierre Bourdieu, Le champ de critique, 2001, P13

 

[19] مادلين غراويتز ،مناهج العلوم الاجتماعية ،ترجمة:سام عمار ،سوريا ، 1993 ،ص. 17

[20] غريب محمد سيد أحمد، تصميم وتنفيذ البحث الاجتماعي، دار المعرفة الجامعية،  الاسكندرية 1982 ، ص 87.

[21] فضيل دليو، "قضايا منهجية في العلوم الاجتماعية"، ديوان المطبوعات الجامعية، 2001 ، ص 25.

1-Blanchet, Crotman Fanne, l’enquête et méthode, l’entretien, Edition Dunod, Paris, 1998,

 P19-20.                   

[23] Nicolas Berthier « Les techniques d’enquête en sciences sociales méthodes et exercices corrigés » . Armand colin, Paris, 1998, P165 .